الخميس، 30 يونيو 2005

لا شي مهم!!

قبل يومين رأيت في منامي إيناس.. كان وجهها أكثر إشراقاً، وقامتها أكثر طولاً عما عهدتها قبل ما يزيد عن خمسة أعوام ونصف العام..

ابتسمت لي بحنان في حلم جميل، ترك أثره على نفسي طيلة اليومين الفائتين، وكأني سألتقيها مجدداً، وستغفر لي، وسأشد على كفها الرقيق، واعداً بوفاء أبدي لأرق قصة حب في سنوات حياتي المنصرمة..

قبل ساعة، وفيما أقلب في أوراق قديمة، عثرت على رقم هاتفها المحمول، بادرت في نفس اللحظة بالاتصال بها، وابتسامة شوق ترتسم كنقش من الماضي على شفتي.. أجابتني والدتها بغير ترحيب، وبعبارات خاوية من أي مشاعر، تناولت إيناس الهاتف، لتستأنف هي الأخري سلسلة الإجابات المقتضبة في محاولة لإخفاء دهشتها، وربما انبهارها بالمبادرة.. من يدري؟ فربما كان عليها أن تتصرف على ذلك النحو في حضور والدتها الصارمة..

انتهت المكالمة بتمنياتي الطيبة لها، وما لبثت أن بعثت إليها برسالة هاتفية مفادها أنني لم أرغب في إزعاجها، بل أردت أن أطمئن عليها وعلى أسرتها، مشيراً إلى أنني ما زلت أحفظ عنهم في قلبي ذكريات جميلة، داعياً الله أن يكون ذلك هو نفس موقفهم..
وعدت إلى شؤوني راضياً عن سماحتي..

بعد قليل، دق جرس هاتفي، إنه رقم إيناس.... هل اختلت بنفسها، وحان موعد حديث من نوع آخر؟ أم أنه رد على رسالتي، آثرت ألا يكون مكتوباً....؟؟

ـ أستاذ محمد؟؟؟

هكذا لقبتني الفتاة الوحيدة على وجه الأرض، التي التمعت عيناها ودق قلبها بحبي..
ثم لم تفسح المجال لمزيد من الترحيب، وبختني بقسوة على اتصالي ورسالتي، وأنذرتني باعتبار الأمر (تجاوزاً غير مقبول) إذا ما تكرر ثانية... وأغلقت السماعة.....

أمي كانت تجلس إلى جواري، لاحظت العرق يتصبب من جبيني، عندما سألتني برفق: ما الحكاية؟ فلم أقدر على النظر إليها، وقلت مطأطئاً رأسي فيما أقلب في بعض الأوراق على غير هدى:
ـ لا شئ مهم!!!