
تصوري يا أمي أنني لم أتحدث إلى أحد منذ عودتي من مصر سوى أحد المدربين التقنيين بالجامعة، واضطررت لذلك لأنني كنت بحاجة إلى مساعدته لحل مشكلة فنية أصابت جهاز الكمبيوتر..
أتأمل! منذ عودتي وأنا أتأمل.. يهيمن عليّ صمت لا أعرف له سبباً.. أفكر في زيارتي السابقة إلى مصر.. فقد كانت الأطول منذ أعوام، وقد جعلتني أملأ أخيراً الكفة الفارغة في ميزان أولوياتي.. والتي كنت أتصور أن وجودي في لندن أو في أي مكان خارج مصر يرجح كفتها المقابلة..
المفاجأة يا أمي أنني رأيت تضحياتي رأي العين.. رأيت وحدتك، ورأيت حيرة أماني واحتياجها الماس لدعمي وأزري، ورأيت سوقاً يفتح لي ذراعيه وينادي.. رأيت كل ذلك، وتأكدت أن مكاني الآن هو بلدي..
ثم عدت إلى لندن...