يا أنا يا أنت أيها القلم اللعين.. كلما أسلمتُك قريحتي، غدرتَ بها وأكرهتَها على الدخول في قاموس اليأس والقنوط.. في كل مرة أكتب عن بلادي تزحف شكواك لا إرادياً على سطور الصفحات، وتمضي ألفيْ خطوة بعدد الكلمات.. كلمة كلمة تنتظر دورها أمام مشنقة الأسطر لتطوق عنقها وتضغط، فتخرج عباراتك مخنوقة وموجوعة... خذلتَني كثيراً يا قلمي... ولكن ليس بعد الآن! لقد عزمتُ هذ المرة على مواجهتك بالحقيقة.. والحقيقة هي أن في بلادي أمل.. شئتَ يا قلمي أم أبيت!
تسألني كيف؟ وأمتي ممزقة؟ ومستقبلها على المحك؟ وزعامتها تؤول لإيران وتركيا وإسرائيل بعد أن شاخت مصر واستقالت من ريادتها؟ والجامعة العربية لا تهش ولا تنش؟ والمحتل الأمريكي يحظى بالشرعية على أراضينا؟ وكل بلد في أمتي مقسوم من الداخل؟ والجسد الفلسطيني مذبوح لنصفين؟ ونداءات التنصل من مسئولياتنا القومية والعربية تعلو وترتفع؟ وولاء العرب للأمة ضعُف وصار موضة قديمة، وينال المدافعون عنه صنوفاً من السخرية والهجوم؟ والعراق يسبح في دم أبنائه؟ والسلاح ينتشر خارج القانون؟ والتدين يحل محل الدين بأوهام النصر السهل؟ والشعوب غارقة في الفوضى؟ والأنظمة غارقة في الديكتاتورية والفساد؟... كيف يعرف الأمل طريقاً لأمتي وهذا هو المشهد؟
أعرف.. أعرف أننا مقهورون.. أسمع صيحات الجوعى وآهات المرضى وهتافات الفقراء.. أرى الاعتصامات والإضرابات، وأشم رائحة الفساد.. أتقيأ كلما قرأتُ صحيفة حكومية.. وأبكي كلما قرأتُ عن ضحية للتعذيب.. وأنتفض غيظاً كلما شاهدتُ أقطاب النظام اللي واكلينها والعة... بلدي جرجرها هذا العهد إلى جوف بحر من الأزمات والكوارث، ثم أعجزته شيخوخته عن إعادتها إلى بر الأمان.. وبدلاً من إتاحة الفرصة للأحزاب وحركات التغيير كي تنقذ ما يمكن إنقاذه، يواصل النظام تطبيق القوانين الاستثنائية والعرفية، ويضاعف من أعداد القتلى في السجون والمعتقلات والشوارع، ويرتكب مزيداً من السرقات عيني عينك.. لا يرحم هذا النظام، ولا يخللي رحمة ربنا تنزل..
أفهم أسباب الإحباط عند المواطن الذي انتحر من فوق كوبري قصر النيل.. وعند خريج الجامعة الذي يرى ابن الأستاذ يفوز بالتعيين رغم عدم كفاءته.. وعند الموظف المرغم على الاستدانة للوفاء باحتياجات أبنائه.. وعند الشاب الذي توخزه الشهوة كلما شاهد فيديو كليب، ويعجز عن تكاليف الزواج.. وعند الأسرة التي تعيش في المقابر لأنها لم تجد سكناً يليق بآدمية أفرادها.. وعند الشباب والفتيات الذين سمعوا عن شهيد التعذيب خالد محمد سعيد، ويسمعون عن أمثاله كل يوم.. وعند الجيل الجديد الذي يشعر بالتخلف مقارنة بأقرانه في الغرب.. أفهم أسباب الإحباط عند أمثالي ممن تنفسوا نسيم الحرية في بلاد الفرنجة، بينما يستنشقون الغاز المسيل للدموع في شوارع مصر.. التشاؤم من المستقبل ليس وليداً من رحم الصدفة، ولا تجنياً بلا مبرر على أحد..
ولكن مهلاً أيها القلم.. لا تحبسني من جديد في النصف الفارغ من الكأس.. فالصورة لمن يرى ليست كالحة السواد.. وعلينا أن ندين لهذه الإحباطات المتوالية بالفضل في خروج الشعب المصري من قمقم الاستسلام والرضا بالمقسوم.. ألا ترى ما يجري في الشارع؟ المعتصمون يتشبثون لأول مرة منذ عقود بالأرصفة المقدسة.. والوقفات الاحتجاجية أمام المقار الحكومية تجاوز عددها ألفين في ثلاث سنوات، يغذيها بالأمل على صفحات الإنترنت شبابٌ في سن المراهقة.. ازداد الوعي.. وعرف الناس حقوقهم بعد أن فاض بهم الكيل.. لم يعد النقد من الكبائر.. ولم يعد الاضطهاد حاجزاً ومانعاً من التعبير عن الرأي.. صار لسائق التاكسي وبائع الفاكهة والمتسول مواقف سياسية واضحة.. أبصر الشعب بعد أن أعماه النظام البوليسي لسنوات طويلة.. ألا يمنحنا هذا شعوراً كافياً بالاطمئنان والأمل؟
وإذا اتفقت معي على أن التاريخ يعيد نفسه، ألا ترى أن الفصل الذي نحاكيه اليوم هو ذاته الذي جرت أحداثه في مصر بعد الحرب العالمية الثانية؟ عندما أُغلِقت المصانع، وانتشرت البطالة، وارتفعت تكاليف المعيشة، وواظبت النقابات العمالية على تنظيم المظاهرات لمطالبة الحكومة بإصلاح الأحوال السياسية والاقتصادية؟ وقتها ساد الاتجاه إلى تشكيل جبهة موحدة للوقوف في وجه النظام الحاكم، قوامها العمال وفقراء الطبقة الوسطى والمثقفون والفلاحون.. كان الدكتور محمد البرادعي في ذلك الوقت لا يزال في المهد.. لكن من يدري؟ ربما كان والده المحامي والمناضل السياسي مصطفى البرادعي عضواً في تلك الجبهة أو أحد زعمائها! كان الشعب ساخطاً.. وكانت الحكومة عاجزة.. ووجد فكر الإخوان مسرحاً مؤاتياً للانتشار.. وبدأ الصراع الأزلي بينهم وبين الوفد والشيوعيين، إضافة للخلايا الماركسية التي نشأت خلال الحرب، واتسعت في مدن مصر الكبرى..
كانت قائمة الاغتيالات السياسية قد ضمت حتى ذلك الحين عشرات الخونة والفاسدين، بداية باغتيال بطرس باشا غالي رئيس الوزراء عام 1910 انتقاماً من حكمه على أربعة مصريين بالإعدام عام 1906 بعد حادثة دنشواي، وعقاباً له على إعلان الأحكام العرفية (التي يسميها نظامنا اليوم من قبيل الدلع قوانين الطوارىء).. واغتيال السير لي ستاك سردار الجيش المصري وحاكم السودان عام 1924، الذي أعقبته استقالة وزارة سعد زغلول احتجاجاً على توبيخ الاحتلال له.. ثم الاغتيالات التي استهدفت الجنود والضباط الإنجليز لبث الرعب في نفوسهم وإرغامهم على الجلاء.. واكتملت أسباب السخط والتمرد بنكبة حرب فلسطين عام 1948، التي تجلى فيها الضعف العربي، رغم مشاركة معظم الجنسيات العربية فيها..
تحول الغضب الشعبي في يناير من عام 1952 إلى حريق هائل التهم أكثر من سبعمائة منشأة بالقاهرة في أقل من عشر ساعات.. فإلى أين قاد ذلك؟ الإجابة: إلى التحرير.. إلى ثورة عارمة انتهت بمغادرة الاحتلال، وإلغاء الملكية، وإعلان الجمهورية، والقضاء على الإقطاع وسيطرة رأس المال.. ولم يعد هناك توريث ولا رجال أعمال ونواب فاسدين، ولا رشوة من شركة مرسيدس.. وإن كانت حمى الفساد قد عادت من جديد بعد سنوات...
ضاقت (في بلادنا مرات عديدة).. فلما استحكمت حلقاتها (مثلما نرى اليوم).. فُرِجت! ليس هذا مجرد شطر في قصيدة نظمها الإمام الشافعي قبل اثنتي عشر قرناً.. إنها بشرى تحققت في القرن الأخير مرة، فلِمَ لا تتحقق ثانية؟ هذه هي المقدمات تتكرر، فلم لا تتبعها نفس النتائج؟ سألت نفسي هذا السؤال عشية إعلان خبر اغتيال شهيد التعذيب بالإسكندرية خالد محمد سعيد.. كنت قد شرعت في كتابة مقالي الأسبوعي، وقررت بالصدفة منذ الصباح أن يدور حول التعذيب.. وبينما كنت أجمع المعلومات، وقعت عينيّ على الخبر المروع في إحدى المدونات منقولاً عن صفحة الدكتور أيمن نور على الفيس بوك.. بعد نصف ساعة فقط تشكلت مجموعة على الموقع الاجتماعي عنوانها (أنا اسمي خالد محمد سعيد)، بدأَتْ في نشر ما تسنى لمشرفيها من أخبار مقتضبة عن الحادث، ودعت جمهور الموقع للانضمام.. كان ذلك في حوالي الساعة السادسة مساءاً بتوقيت لندن، ومع حلول منتصف الليل كان قد انضم للمجموعة قرابة خمسين ألف عضو، أمطروا صفحاتها بالتعليقات الغاضبة والحزينة.. وليس سراً أنني كنت في تلك الساعات أكتب المقال بينما تنهمر دموعي، ليس فقط بتأثير الحادث، وإنما تفاعلاً مع هذه الثورة الناعمة التي تتأجج أمامي من الشرفات وغرف النوم ومقاهي الإنترنت.. لقد تصدرت صورة خالد منذ الساعات الأولى وحتى هذه اللحظة أغلب الصفحات على الموقع بما فيها صفحتي.. وتطوع العشرات من الموهوبين فوراً بتصميم شعارات جريئة على الصورة تهاجم النظام ووزارة الداخلية وتعد خالد بالثأر.. وبادر ذوو الملكات الشعرية بنظم القصائد على عجل، ومنها: (خالد سعيد.. الدم نازف م الوريد.. والظلم قابض من حديد.. بس الصراحة فيه جديد.. فيه جيل عنيد.. عزمه شديد.. مفيهوش عبيد.. فيه ألف إيد.. حالفة تجيب حق الشهيد)... ما أحلاها كلمات وما أصدقها!
لم يلتق القائمون على هذه المجموعة وجهاً لوجه.. تبادلوا الآراء من خلال الإنترنت، وتبلورت أهدافهم دون أن يرى أحدهم الآخر إلا عن طريق الرسائل والتعليقات.. كلف هؤلاء أنفسهم بعدد من الأهداف على رأسها جعل المتابعين للقضية على صلة بدقائقها ومستجداتها لحظة بلحظة، من خلال نشر تقارير الطب الشرعي، وأخبار تحقيقات النيابة، ونقل ما تنشره الصحف عنها مصحوباً بالنقد والتحليل، والسعي للكشف عن هوية الضابط الذي أشرف على تعذيب خالد، ونشر الفيديو الذي تسبب بقتله، وكذلك فضح حالات التعذيب الأخرى..
وعندما انتشرت الدعوة للوقفة الاحتجاجية أمام وزارة الداخلية في لاظوغلي بعد يومين، كان قد تم الاتفاق على موقعها ومسارها، واقتراح مسارات بديلة، ونشر خرائط تفاعلية لمساعدة المشاركين في الوصول.. وفي اليوم التالي كان عدد المنضمين إلى المجموعة قد تخطى مائة ألف، معظمهم من المراهقين غير المنتسبين لأي تيار سياسي أو ديني.. وفي صباح اليوم المشهود كان العدد قد وصل لمائة وخمسين ألفاً.. شارك منهم بضعة آلاف بالفعل في تلك الوقفة الاحتجاجية، التي سعت قوات الشرطة لمنعها بكافة السبل..
وعلى الأرض صار للمواقع التفاعلية الأخرى دور لا يقل أهمية في نقل الحقيقة.. فقد كان هناك من يبث لقطات حية على مواقع يوتيوب وفيميو وهولو وغيرها، تكشف ممارسات قوات الشرطة وحصارها للمتظاهرين.. كما لعب بعضهم دور "الصحفي المواطن"، فبحث عن شهود الحادث، وأجرى معهم مقابلات مصورة بالفيديو، وبثها على اليوتيوب.. وصارت هذه المادة ينبوعاً نهلت منه الصحف ومحطات التليفزيون.. بل نجح هؤلاء في العثور على وثائق حيوية تفيد التحقيق، أو تثبت أوجه القصور فيه، مثل شهادة تأديته الخدمة العسكرية التي نفت ادعاء الشرطة بأنه كان هارباً من الجيش.. والفيديو الذي حصل عليه الشهيد قبل اغتياله، ويصور ضباطاً وجنوداً في قسم شرطة سيدي جابر يتقاسمون بسعادة ضبطية مخدرات، وهو الفيديو الذي هدد خالد ببثه على الإنترنت، ويُعتقد أنه كان السبب في تخلص أفراد الشرطة منه.. لم يعوّل شباب الفيس بوك الواعد على الإعلام سواء الحكومي أو المستقل.. وكأنه أراد أن يستعرض قوته وقدرته على تحريك الشارع دون أدني مساعدة من أحد.. وما زالت تلك المجموعة الثورية ـ التي وصل عدد أعضائها الآن إلى ربع المليون ـ تمارس حقنها للرأي العام بأفكار ومعلومات، وتدعوه لفعاليات بهدف الثأر من قتلة خالد، ومناهضة جرائم التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان في مصر بوجه عام...
ولأن هذا الشباب الصاعد يعيش الحدث ويتفاعل معه في نفس اللحظة، فإن أياً من حركات التغيير لم تضارعه في هذه الفورية، فاضطر الدكتور محمد البرادعي إلى الانضمام لمجموعة الفيس بوك عندما اختطفت منه المبادرة، وكذلك فعل الدكتور أيمن نور، وبات المعارضان في الصف الثاني، خلف شباب يمارس التغيير بكاميرا الموبايل وعلى اللاب توب.. دون الدخول في تعقيدات السياسة والتورط في أشكال التنظيم ثقيلة الحركة..
لمست في هذه الأزمة روحاً وطنية نادرة بين شباب بلادي، وأحسست بها تسري في عروق الشعب بخفة وسرعة.. الفيس بوك صار منبراً للتغيير، يعتليه طلبة المدارس والجامعات.. إنها مصر الجديدة.. مصر التي أدارت ظهرها للتبعية والخمول واللامبالاة.. وتستهل بأصغر فتيانها وفتياتها عهداً من الحرية والتغيير... كيف حالك أيها القلم، وأنت ترى كل ذلك؟
في بلادي أمل، وفي شبابها رجاء.. ولو لم يكن هذا هو الحال لما حشدت قوات الأمن المركزي جنودها وأغلقت الشوارع وحاولت منع المسيرات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية كل يوم، وحتى كتابة هذه السطور، إذ تتحول منطقة سيدي جابر في الإسكندرية الآن إلى ثكنة عسكرية استعداداً لزيارة الدكتور محمد البرادعي.. ولو لم تكن لتلك الطفرة في عقول شبابنا آثار إيجابية متوقعة ومؤكدة، لما أشهر الإعلام الحكومي خناجره في وجوه المطالبين بتغيير الدستور وإلغاء قوانين الطوارىء، ومعظمهم من طلبة المدارس والجامعات.. النظام البوليسي صار يرتعد من شباب الإنترنت.. الشباب الذي صدق وعده، وهزم الخوف والإرهاب وحده.. وهكذا يشعر كل نظام جبان يستعين على الشعب الأعزل بالقتل والتعذيب، بما في ذلك إسرائيل.. فبين نظامنا ونظامهم اتفاقية سلام وسلاح وبطش وتنكيل.. ما جمّع إلا اما وفّق!
بيني وبين التفاؤل المفرط شعرة.. أعرف! وأعرف أن كلامي قد يبدو كآيات الغلبة على الكفار وأحاديث النصر المبين التي يرددها البعض وهو يتقوقع في دور العبادة بلا عمل.. ينتظر الأمل! لكن الحقيقة أن هذا أمل ملموس، وليس غيبياً.. فمن ظل يدعي أن شبابنا رخو ويبحث عن الموضة ويميل إلى التقليد، عليه أن يعترف الآن بخطأه عندما يرى هذه القوة الثورية الجديدة، تنطلق بجموح في الشارع المصري، تزينها وجوه بريئة من أبنائنا وإخواننا الصغار، وترتفع فيها هتافات عفوية، ليس من بينها الإسلام هو الحل، ولا الحق فوق القوة.. تيار اللا تيار فاز بالشارع، وحزب اللا حزب تمكن من قلب الموازين وأحدث الحراك المنشود.. سلم لي بقى على الأحزاب العتيدة، التي تحرث في الرأي العام منذ عشرات السنين، ولم تفلح في زحزحة نفسها خطوة للأمام، فما بالك بالثمانين مليون!
ستغير هذه المجموعات غير المنظمة وجه مصر.. عفويتها وعشوائيتها ستكون جواز مرورها إلى الشارع المتعطش للتغيير.. ستنتقل رسالتها كالعدوى بين المصريين، وستنجح في إيقاظهم بصدماتها الإلكترونية الفعالة والآنية.. وسينبعث دخان التغيير المصري في فضاءات الدول العربية الأخرى.. لنجد أمتنا بعد سنوات قليلة وقد نهضت على قدميها من جديد...
صدقني! الأمل ساطع كالشمس في منتصف النهار.. يزيح الستار بنوره عن التدهور الذي يحيط بالبلد، والتغضن الذي يكسو ملامحها ويخفي بريق وجهها.. فلا يستغرقنك النظر إلى هذا القبح، وتنسى أنه لولا النور لما كشفتَ الظلمة، ولولا الأمل البادي في الأفق، لما رأيت الطريق إلى المستقبل.. وإذا كنت من المغضوب عليهم، فتأكد أنك لست من الضالين...
عايز نصيحتي؟ شارك... شارك في كل الفعاليات التي تسعى للتغيير.. اذهب إلى كل وقفة ومسيرة، وارفع صوتك بالنداء.. ستهز الهتافات عرش الفساد كلما اشتدت وارتفعت إلى السماء.. ستوقظ الحكومة من سباتها، وتقض مضاجع النظام.. الزن على الودان أمرّ من السحر!
ونصيحة أخرى لو سمحت.. حاور.. تكلم مع من تختلف معهم.. وقابلهم عند منتصف الطريق.. واتفق مع الجميع على مصلحة واحدة.. مصر!
وتعلم... ذاكر.. اتعب على نفسك.. ابحث.. اعرف.. اقرأ.. فك طلاسم الإنترنت.. التحق بدورات في اللغة الإنجليزية.. تواصل مع الآخر.. آمن بما تفعل.. احلم.. احلم... احلم...
الأمل بين يديك.. أنت صاحبه وصانعه.. فلم تبحث عنه بعيداً؟
افعل مثلي.. وانتصر على اليأس...
_________________________
* نشرت بصحيفة الدستور يوم 30 يونيو 2010
تسألني كيف؟ وأمتي ممزقة؟ ومستقبلها على المحك؟ وزعامتها تؤول لإيران وتركيا وإسرائيل بعد أن شاخت مصر واستقالت من ريادتها؟ والجامعة العربية لا تهش ولا تنش؟ والمحتل الأمريكي يحظى بالشرعية على أراضينا؟ وكل بلد في أمتي مقسوم من الداخل؟ والجسد الفلسطيني مذبوح لنصفين؟ ونداءات التنصل من مسئولياتنا القومية والعربية تعلو وترتفع؟ وولاء العرب للأمة ضعُف وصار موضة قديمة، وينال المدافعون عنه صنوفاً من السخرية والهجوم؟ والعراق يسبح في دم أبنائه؟ والسلاح ينتشر خارج القانون؟ والتدين يحل محل الدين بأوهام النصر السهل؟ والشعوب غارقة في الفوضى؟ والأنظمة غارقة في الديكتاتورية والفساد؟... كيف يعرف الأمل طريقاً لأمتي وهذا هو المشهد؟
أعرف.. أعرف أننا مقهورون.. أسمع صيحات الجوعى وآهات المرضى وهتافات الفقراء.. أرى الاعتصامات والإضرابات، وأشم رائحة الفساد.. أتقيأ كلما قرأتُ صحيفة حكومية.. وأبكي كلما قرأتُ عن ضحية للتعذيب.. وأنتفض غيظاً كلما شاهدتُ أقطاب النظام اللي واكلينها والعة... بلدي جرجرها هذا العهد إلى جوف بحر من الأزمات والكوارث، ثم أعجزته شيخوخته عن إعادتها إلى بر الأمان.. وبدلاً من إتاحة الفرصة للأحزاب وحركات التغيير كي تنقذ ما يمكن إنقاذه، يواصل النظام تطبيق القوانين الاستثنائية والعرفية، ويضاعف من أعداد القتلى في السجون والمعتقلات والشوارع، ويرتكب مزيداً من السرقات عيني عينك.. لا يرحم هذا النظام، ولا يخللي رحمة ربنا تنزل..
أفهم أسباب الإحباط عند المواطن الذي انتحر من فوق كوبري قصر النيل.. وعند خريج الجامعة الذي يرى ابن الأستاذ يفوز بالتعيين رغم عدم كفاءته.. وعند الموظف المرغم على الاستدانة للوفاء باحتياجات أبنائه.. وعند الشاب الذي توخزه الشهوة كلما شاهد فيديو كليب، ويعجز عن تكاليف الزواج.. وعند الأسرة التي تعيش في المقابر لأنها لم تجد سكناً يليق بآدمية أفرادها.. وعند الشباب والفتيات الذين سمعوا عن شهيد التعذيب خالد محمد سعيد، ويسمعون عن أمثاله كل يوم.. وعند الجيل الجديد الذي يشعر بالتخلف مقارنة بأقرانه في الغرب.. أفهم أسباب الإحباط عند أمثالي ممن تنفسوا نسيم الحرية في بلاد الفرنجة، بينما يستنشقون الغاز المسيل للدموع في شوارع مصر.. التشاؤم من المستقبل ليس وليداً من رحم الصدفة، ولا تجنياً بلا مبرر على أحد..
ولكن مهلاً أيها القلم.. لا تحبسني من جديد في النصف الفارغ من الكأس.. فالصورة لمن يرى ليست كالحة السواد.. وعلينا أن ندين لهذه الإحباطات المتوالية بالفضل في خروج الشعب المصري من قمقم الاستسلام والرضا بالمقسوم.. ألا ترى ما يجري في الشارع؟ المعتصمون يتشبثون لأول مرة منذ عقود بالأرصفة المقدسة.. والوقفات الاحتجاجية أمام المقار الحكومية تجاوز عددها ألفين في ثلاث سنوات، يغذيها بالأمل على صفحات الإنترنت شبابٌ في سن المراهقة.. ازداد الوعي.. وعرف الناس حقوقهم بعد أن فاض بهم الكيل.. لم يعد النقد من الكبائر.. ولم يعد الاضطهاد حاجزاً ومانعاً من التعبير عن الرأي.. صار لسائق التاكسي وبائع الفاكهة والمتسول مواقف سياسية واضحة.. أبصر الشعب بعد أن أعماه النظام البوليسي لسنوات طويلة.. ألا يمنحنا هذا شعوراً كافياً بالاطمئنان والأمل؟
وإذا اتفقت معي على أن التاريخ يعيد نفسه، ألا ترى أن الفصل الذي نحاكيه اليوم هو ذاته الذي جرت أحداثه في مصر بعد الحرب العالمية الثانية؟ عندما أُغلِقت المصانع، وانتشرت البطالة، وارتفعت تكاليف المعيشة، وواظبت النقابات العمالية على تنظيم المظاهرات لمطالبة الحكومة بإصلاح الأحوال السياسية والاقتصادية؟ وقتها ساد الاتجاه إلى تشكيل جبهة موحدة للوقوف في وجه النظام الحاكم، قوامها العمال وفقراء الطبقة الوسطى والمثقفون والفلاحون.. كان الدكتور محمد البرادعي في ذلك الوقت لا يزال في المهد.. لكن من يدري؟ ربما كان والده المحامي والمناضل السياسي مصطفى البرادعي عضواً في تلك الجبهة أو أحد زعمائها! كان الشعب ساخطاً.. وكانت الحكومة عاجزة.. ووجد فكر الإخوان مسرحاً مؤاتياً للانتشار.. وبدأ الصراع الأزلي بينهم وبين الوفد والشيوعيين، إضافة للخلايا الماركسية التي نشأت خلال الحرب، واتسعت في مدن مصر الكبرى..
كانت قائمة الاغتيالات السياسية قد ضمت حتى ذلك الحين عشرات الخونة والفاسدين، بداية باغتيال بطرس باشا غالي رئيس الوزراء عام 1910 انتقاماً من حكمه على أربعة مصريين بالإعدام عام 1906 بعد حادثة دنشواي، وعقاباً له على إعلان الأحكام العرفية (التي يسميها نظامنا اليوم من قبيل الدلع قوانين الطوارىء).. واغتيال السير لي ستاك سردار الجيش المصري وحاكم السودان عام 1924، الذي أعقبته استقالة وزارة سعد زغلول احتجاجاً على توبيخ الاحتلال له.. ثم الاغتيالات التي استهدفت الجنود والضباط الإنجليز لبث الرعب في نفوسهم وإرغامهم على الجلاء.. واكتملت أسباب السخط والتمرد بنكبة حرب فلسطين عام 1948، التي تجلى فيها الضعف العربي، رغم مشاركة معظم الجنسيات العربية فيها..
تحول الغضب الشعبي في يناير من عام 1952 إلى حريق هائل التهم أكثر من سبعمائة منشأة بالقاهرة في أقل من عشر ساعات.. فإلى أين قاد ذلك؟ الإجابة: إلى التحرير.. إلى ثورة عارمة انتهت بمغادرة الاحتلال، وإلغاء الملكية، وإعلان الجمهورية، والقضاء على الإقطاع وسيطرة رأس المال.. ولم يعد هناك توريث ولا رجال أعمال ونواب فاسدين، ولا رشوة من شركة مرسيدس.. وإن كانت حمى الفساد قد عادت من جديد بعد سنوات...
ضاقت (في بلادنا مرات عديدة).. فلما استحكمت حلقاتها (مثلما نرى اليوم).. فُرِجت! ليس هذا مجرد شطر في قصيدة نظمها الإمام الشافعي قبل اثنتي عشر قرناً.. إنها بشرى تحققت في القرن الأخير مرة، فلِمَ لا تتحقق ثانية؟ هذه هي المقدمات تتكرر، فلم لا تتبعها نفس النتائج؟ سألت نفسي هذا السؤال عشية إعلان خبر اغتيال شهيد التعذيب بالإسكندرية خالد محمد سعيد.. كنت قد شرعت في كتابة مقالي الأسبوعي، وقررت بالصدفة منذ الصباح أن يدور حول التعذيب.. وبينما كنت أجمع المعلومات، وقعت عينيّ على الخبر المروع في إحدى المدونات منقولاً عن صفحة الدكتور أيمن نور على الفيس بوك.. بعد نصف ساعة فقط تشكلت مجموعة على الموقع الاجتماعي عنوانها (أنا اسمي خالد محمد سعيد)، بدأَتْ في نشر ما تسنى لمشرفيها من أخبار مقتضبة عن الحادث، ودعت جمهور الموقع للانضمام.. كان ذلك في حوالي الساعة السادسة مساءاً بتوقيت لندن، ومع حلول منتصف الليل كان قد انضم للمجموعة قرابة خمسين ألف عضو، أمطروا صفحاتها بالتعليقات الغاضبة والحزينة.. وليس سراً أنني كنت في تلك الساعات أكتب المقال بينما تنهمر دموعي، ليس فقط بتأثير الحادث، وإنما تفاعلاً مع هذه الثورة الناعمة التي تتأجج أمامي من الشرفات وغرف النوم ومقاهي الإنترنت.. لقد تصدرت صورة خالد منذ الساعات الأولى وحتى هذه اللحظة أغلب الصفحات على الموقع بما فيها صفحتي.. وتطوع العشرات من الموهوبين فوراً بتصميم شعارات جريئة على الصورة تهاجم النظام ووزارة الداخلية وتعد خالد بالثأر.. وبادر ذوو الملكات الشعرية بنظم القصائد على عجل، ومنها: (خالد سعيد.. الدم نازف م الوريد.. والظلم قابض من حديد.. بس الصراحة فيه جديد.. فيه جيل عنيد.. عزمه شديد.. مفيهوش عبيد.. فيه ألف إيد.. حالفة تجيب حق الشهيد)... ما أحلاها كلمات وما أصدقها!
لم يلتق القائمون على هذه المجموعة وجهاً لوجه.. تبادلوا الآراء من خلال الإنترنت، وتبلورت أهدافهم دون أن يرى أحدهم الآخر إلا عن طريق الرسائل والتعليقات.. كلف هؤلاء أنفسهم بعدد من الأهداف على رأسها جعل المتابعين للقضية على صلة بدقائقها ومستجداتها لحظة بلحظة، من خلال نشر تقارير الطب الشرعي، وأخبار تحقيقات النيابة، ونقل ما تنشره الصحف عنها مصحوباً بالنقد والتحليل، والسعي للكشف عن هوية الضابط الذي أشرف على تعذيب خالد، ونشر الفيديو الذي تسبب بقتله، وكذلك فضح حالات التعذيب الأخرى..
وعندما انتشرت الدعوة للوقفة الاحتجاجية أمام وزارة الداخلية في لاظوغلي بعد يومين، كان قد تم الاتفاق على موقعها ومسارها، واقتراح مسارات بديلة، ونشر خرائط تفاعلية لمساعدة المشاركين في الوصول.. وفي اليوم التالي كان عدد المنضمين إلى المجموعة قد تخطى مائة ألف، معظمهم من المراهقين غير المنتسبين لأي تيار سياسي أو ديني.. وفي صباح اليوم المشهود كان العدد قد وصل لمائة وخمسين ألفاً.. شارك منهم بضعة آلاف بالفعل في تلك الوقفة الاحتجاجية، التي سعت قوات الشرطة لمنعها بكافة السبل..
وعلى الأرض صار للمواقع التفاعلية الأخرى دور لا يقل أهمية في نقل الحقيقة.. فقد كان هناك من يبث لقطات حية على مواقع يوتيوب وفيميو وهولو وغيرها، تكشف ممارسات قوات الشرطة وحصارها للمتظاهرين.. كما لعب بعضهم دور "الصحفي المواطن"، فبحث عن شهود الحادث، وأجرى معهم مقابلات مصورة بالفيديو، وبثها على اليوتيوب.. وصارت هذه المادة ينبوعاً نهلت منه الصحف ومحطات التليفزيون.. بل نجح هؤلاء في العثور على وثائق حيوية تفيد التحقيق، أو تثبت أوجه القصور فيه، مثل شهادة تأديته الخدمة العسكرية التي نفت ادعاء الشرطة بأنه كان هارباً من الجيش.. والفيديو الذي حصل عليه الشهيد قبل اغتياله، ويصور ضباطاً وجنوداً في قسم شرطة سيدي جابر يتقاسمون بسعادة ضبطية مخدرات، وهو الفيديو الذي هدد خالد ببثه على الإنترنت، ويُعتقد أنه كان السبب في تخلص أفراد الشرطة منه.. لم يعوّل شباب الفيس بوك الواعد على الإعلام سواء الحكومي أو المستقل.. وكأنه أراد أن يستعرض قوته وقدرته على تحريك الشارع دون أدني مساعدة من أحد.. وما زالت تلك المجموعة الثورية ـ التي وصل عدد أعضائها الآن إلى ربع المليون ـ تمارس حقنها للرأي العام بأفكار ومعلومات، وتدعوه لفعاليات بهدف الثأر من قتلة خالد، ومناهضة جرائم التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان في مصر بوجه عام...
ولأن هذا الشباب الصاعد يعيش الحدث ويتفاعل معه في نفس اللحظة، فإن أياً من حركات التغيير لم تضارعه في هذه الفورية، فاضطر الدكتور محمد البرادعي إلى الانضمام لمجموعة الفيس بوك عندما اختطفت منه المبادرة، وكذلك فعل الدكتور أيمن نور، وبات المعارضان في الصف الثاني، خلف شباب يمارس التغيير بكاميرا الموبايل وعلى اللاب توب.. دون الدخول في تعقيدات السياسة والتورط في أشكال التنظيم ثقيلة الحركة..
لمست في هذه الأزمة روحاً وطنية نادرة بين شباب بلادي، وأحسست بها تسري في عروق الشعب بخفة وسرعة.. الفيس بوك صار منبراً للتغيير، يعتليه طلبة المدارس والجامعات.. إنها مصر الجديدة.. مصر التي أدارت ظهرها للتبعية والخمول واللامبالاة.. وتستهل بأصغر فتيانها وفتياتها عهداً من الحرية والتغيير... كيف حالك أيها القلم، وأنت ترى كل ذلك؟
في بلادي أمل، وفي شبابها رجاء.. ولو لم يكن هذا هو الحال لما حشدت قوات الأمن المركزي جنودها وأغلقت الشوارع وحاولت منع المسيرات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية كل يوم، وحتى كتابة هذه السطور، إذ تتحول منطقة سيدي جابر في الإسكندرية الآن إلى ثكنة عسكرية استعداداً لزيارة الدكتور محمد البرادعي.. ولو لم تكن لتلك الطفرة في عقول شبابنا آثار إيجابية متوقعة ومؤكدة، لما أشهر الإعلام الحكومي خناجره في وجوه المطالبين بتغيير الدستور وإلغاء قوانين الطوارىء، ومعظمهم من طلبة المدارس والجامعات.. النظام البوليسي صار يرتعد من شباب الإنترنت.. الشباب الذي صدق وعده، وهزم الخوف والإرهاب وحده.. وهكذا يشعر كل نظام جبان يستعين على الشعب الأعزل بالقتل والتعذيب، بما في ذلك إسرائيل.. فبين نظامنا ونظامهم اتفاقية سلام وسلاح وبطش وتنكيل.. ما جمّع إلا اما وفّق!
بيني وبين التفاؤل المفرط شعرة.. أعرف! وأعرف أن كلامي قد يبدو كآيات الغلبة على الكفار وأحاديث النصر المبين التي يرددها البعض وهو يتقوقع في دور العبادة بلا عمل.. ينتظر الأمل! لكن الحقيقة أن هذا أمل ملموس، وليس غيبياً.. فمن ظل يدعي أن شبابنا رخو ويبحث عن الموضة ويميل إلى التقليد، عليه أن يعترف الآن بخطأه عندما يرى هذه القوة الثورية الجديدة، تنطلق بجموح في الشارع المصري، تزينها وجوه بريئة من أبنائنا وإخواننا الصغار، وترتفع فيها هتافات عفوية، ليس من بينها الإسلام هو الحل، ولا الحق فوق القوة.. تيار اللا تيار فاز بالشارع، وحزب اللا حزب تمكن من قلب الموازين وأحدث الحراك المنشود.. سلم لي بقى على الأحزاب العتيدة، التي تحرث في الرأي العام منذ عشرات السنين، ولم تفلح في زحزحة نفسها خطوة للأمام، فما بالك بالثمانين مليون!
ستغير هذه المجموعات غير المنظمة وجه مصر.. عفويتها وعشوائيتها ستكون جواز مرورها إلى الشارع المتعطش للتغيير.. ستنتقل رسالتها كالعدوى بين المصريين، وستنجح في إيقاظهم بصدماتها الإلكترونية الفعالة والآنية.. وسينبعث دخان التغيير المصري في فضاءات الدول العربية الأخرى.. لنجد أمتنا بعد سنوات قليلة وقد نهضت على قدميها من جديد...
صدقني! الأمل ساطع كالشمس في منتصف النهار.. يزيح الستار بنوره عن التدهور الذي يحيط بالبلد، والتغضن الذي يكسو ملامحها ويخفي بريق وجهها.. فلا يستغرقنك النظر إلى هذا القبح، وتنسى أنه لولا النور لما كشفتَ الظلمة، ولولا الأمل البادي في الأفق، لما رأيت الطريق إلى المستقبل.. وإذا كنت من المغضوب عليهم، فتأكد أنك لست من الضالين...
عايز نصيحتي؟ شارك... شارك في كل الفعاليات التي تسعى للتغيير.. اذهب إلى كل وقفة ومسيرة، وارفع صوتك بالنداء.. ستهز الهتافات عرش الفساد كلما اشتدت وارتفعت إلى السماء.. ستوقظ الحكومة من سباتها، وتقض مضاجع النظام.. الزن على الودان أمرّ من السحر!
ونصيحة أخرى لو سمحت.. حاور.. تكلم مع من تختلف معهم.. وقابلهم عند منتصف الطريق.. واتفق مع الجميع على مصلحة واحدة.. مصر!
وتعلم... ذاكر.. اتعب على نفسك.. ابحث.. اعرف.. اقرأ.. فك طلاسم الإنترنت.. التحق بدورات في اللغة الإنجليزية.. تواصل مع الآخر.. آمن بما تفعل.. احلم.. احلم... احلم...
الأمل بين يديك.. أنت صاحبه وصانعه.. فلم تبحث عنه بعيداً؟
افعل مثلي.. وانتصر على اليأس...
_________________________
* نشرت بصحيفة الدستور يوم 30 يونيو 2010