الأربعاء، 19 أبريل 2006

رسالة إلى أمي..

أمي الحبيبة..
بعيداً عنك لا يفارقني الإحساس بالغربة.. هنا في لندن كل شيء محتمل: البرد، الروتين، الغلاء، العزلة.. لكن غياب أنفاسك ودفء صوتك عني هو الذي يؤرقني!
تأخرت تلك الرسالة نحو شهر ونصف الشهر.. انزلقت فيها إلى بئر لندن العميق، قبل أن أعود فأطفو، وأستقر، فأسبح بانتظام مكتشفاً هذا العالم الجديد!
كما كان الإصرار على استخدام اللغة الإنجليزية في القراءة والكتابة يؤخر رغبتي في الكتابة إليك.. إن إتقان تلك اللغة هو أكبر تحدٍ في عمري.. وسأقهره ـ بإذن الله ـ ليتيسر اتصالي بالعالم والثقافات الأخرى..
أنا حصادك يا أمي.. هنا أدركت كم زرعتِ في نفسي من أمل وصبر وعناد من أجل المعرفة والرقيّ.. لمست بصماتك في شخصيتي في كل خطوة على تلك الأرض.. لقد جعلتِ مني شخصاً طامعاً في المثالية في كل جوانب الحياة.. أذكرك ـ كما أذكر أبي رحمه الله ـ في كل موقف صعب، وأمام أي تحدٍ.. لا أريد أن أخيب ظنكما.. وأدعو الله أن يحقق أحلامي لكي تفخرا بي.. أملي الذي أرجوه من ربي أن تشهدي بلوغي القمة التي أطمح إليها.. فهو أقل ما تستحقينه بعد عناء تربيتي ورعايتي حتى تخضبت بعض أطراف شعري بالبياض!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق