بعد أن عشت أمس أمجاد وإخفاقات الجيوش العثمانية في المتحف الحربي باسطنبول٬ قررت اليوم أن أتعرف على العقلية السياسية التي أدارت هذه الامبراطورية لفترة قاربت الستمائة عام..
ثم انتقلت إلى الديوان الذي يتألف من صالتين تعلوهما قبتان مزينتان برسوم ونقوش بديعة.. في القاعة الأولى كانت تعقد اجتماعات الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) بوزرائه٬ وفي الثانية كانت تتلى القرارات المهمة.. وكان السلطان يستمع للقرارات من نافذة تعلو مقعد الصدر الأعظم٬ فإذا كان له استفسار أو لم يعجبه أي من هذه القرارات أو أراد التدخل في النقاش٬ استدعى الديوان للاجتماع به ومناقشته.. وهذا الطقس الديمقراطي بدا واضحاً في المسلسل التركي "حريم السلطان" (الذي لم يعجب رئيسنا الدكتور محمد مرسي٬ فأوعز لرئيس الوزراء التركي بوقفه)!!
باب السعادة يقع بالقرب من الديوان.. وهو الباب الذي يخرج منه ولى العهد لتحية شعبه عند توليه العرش٬ وهو عملاق ومهيب ويليق بالمسؤولية التي يقبل عليها الحاكم الجديد..
صليت العصر في جامع مدرسة القصر٬ والذي يطلق عليه "جامع الأغاوات".. والأغا ليس لقب خادم الحرملك المخصيّ بالضرورة٬ كما رأينا في شخصيتي "سنبل أغا" و"وئام أغا" في مسلسل حريم السلطان.. بل هو كذلك لقب مدني وعسكري في الدولة العثمانية..
يطل المسجد على أفق رائع يغطي اسطنبول براً وبحراً.. وبالقرب منه عدة مقصورات أو غرف مميزة٬ منها مقصورة بغداد٬ ومقصورة ريوان اللتان شيدهما السلطان مراد الرابع في أوائل القرن السابع عشر٬ وتم طلاء جدرانهما بالبورسلين٬ كما تم تزيين أبواب خزاناتهما بالصدف٬ دخلت أيضاً غرفة الختان التي كانت تجرى فيها عمليات ختان أبناء السلاطين٬ وهي عادة لم يبخل علينا مسلسل "حريم السلطان" بأبرازها ضمن سياقها الاجتماعي والديني..
تفقدت أيضاً الغرفة المخصصة لعرض ملابس السلاطين وأولياء العهد٬ ومتحف أسلحة السلاطين النارية والبيضاء والخشبية٬ ودروعهم المعدنية٬ ومتحف الساعات البديع الذي يظهر مدى الذكاء الذي تمتع به صناع الساعات في القرنين الأخيرين من عهد الدولة العثمانية.. كذلك توقفت عند متحف الهدايا والمجوهرات٬ وشاهدت عروش السلاطين٬ وأدهشتني دقة الصناعة والتزيين٬ كما استفزتني مقادير الذهب والفضة والماس المستخدمة فيها٬ والتي أشار إليها الدليل الصوتي الذي استعنت به طوال الجولة..
انتهت جولتي قرب إغلاق القصر في الخامسة قرب المغرب.. كانت الأمطار تهطل٬ لكنها لم تمنع مئات الزوار من الاستمتاع بمعايشة أزهى عهود التاريخ الإسلامي٬ وحين ركبت المترو عائداً إلى شارع الاستقلال٬ تعرفت على شاب تركي اسمه "سنان" نصحنى بزيارة الجامع الأزرق وكاتدرائية ومسجد آيا صوفيا٬ للتعرف على سماحة الإسلام في ذلك العهد٬ وهو ما سأفعله في جولتي المقبلة إن شاء الله...
ذهبت صباحاً إلى "طوبكابي" (أو الباب العالي) مقر الحكم العثماني بين عامي ١٤٦٥ و١٨٥٣.. وهو القصر الذي بناه السلطان محمد الفاتح بعد أن استولى على القسطنطينية (التي صارت اسطنبول) عام ١٤٥٣..
يقع القصر في منطقة السلطان أحمد بالقرب من كاتدرائية ومسجد آيا صوفيا والجامع الأزرق..
دخلت من الباب الرئيسي الضخم (الذي يطلق عليه الباب الهمايوني).. ومنه إلى الحديقة الحافلة بالأشجار التاريخية٬ وتتخللها خمس طرق: أحدها يؤدي إلى ما يطلق عليه باب السعادة٬ وآخر يقود إلى مطبخ القصر٬ وثالث يقود لديوان السلطان ووزرائه٬ ورابع إلى الحرملك٬ وخامس إلى حظائر الخيول..
ولأني مولع بمسلسل "حريم السلطان"٬ فقد قررت أن أبدأ جولتي في القصر من الحرملك٬ ولما كان لهذا المكان من تأثير على إدارة الدولة بدءاً من عهد السلطان سليمان القانوني.. وهناك اكتشفت كم كان المسلسل دقيقاً في نقل الديكورات والروح المعمارية الحقيقية.. فالحرملك يضم ثلاثمائة غرفة مخصصة لوالدة السلطان وزوجته وجواريه٬ لكل جناح منها وظيفة يؤديها تعكس الدقة والحزم الذي كان يدار به..
ثم انتقلت إلى الديوان الذي يتألف من صالتين تعلوهما قبتان مزينتان برسوم ونقوش بديعة.. في القاعة الأولى كانت تعقد اجتماعات الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) بوزرائه٬ وفي الثانية كانت تتلى القرارات المهمة.. وكان السلطان يستمع للقرارات من نافذة تعلو مقعد الصدر الأعظم٬ فإذا كان له استفسار أو لم يعجبه أي من هذه القرارات أو أراد التدخل في النقاش٬ استدعى الديوان للاجتماع به ومناقشته.. وهذا الطقس الديمقراطي بدا واضحاً في المسلسل التركي "حريم السلطان" (الذي لم يعجب رئيسنا الدكتور محمد مرسي٬ فأوعز لرئيس الوزراء التركي بوقفه)!!
باب السعادة يقع بالقرب من الديوان.. وهو الباب الذي يخرج منه ولى العهد لتحية شعبه عند توليه العرش٬ وهو عملاق ومهيب ويليق بالمسؤولية التي يقبل عليها الحاكم الجديد..
صليت العصر في جامع مدرسة القصر٬ والذي يطلق عليه "جامع الأغاوات".. والأغا ليس لقب خادم الحرملك المخصيّ بالضرورة٬ كما رأينا في شخصيتي "سنبل أغا" و"وئام أغا" في مسلسل حريم السلطان.. بل هو كذلك لقب مدني وعسكري في الدولة العثمانية..
يطل المسجد على أفق رائع يغطي اسطنبول براً وبحراً.. وبالقرب منه عدة مقصورات أو غرف مميزة٬ منها مقصورة بغداد٬ ومقصورة ريوان اللتان شيدهما السلطان مراد الرابع في أوائل القرن السابع عشر٬ وتم طلاء جدرانهما بالبورسلين٬ كما تم تزيين أبواب خزاناتهما بالصدف٬ دخلت أيضاً غرفة الختان التي كانت تجرى فيها عمليات ختان أبناء السلاطين٬ وهي عادة لم يبخل علينا مسلسل "حريم السلطان" بأبرازها ضمن سياقها الاجتماعي والديني..
تفقدت أيضاً الغرفة المخصصة لعرض ملابس السلاطين وأولياء العهد٬ ومتحف أسلحة السلاطين النارية والبيضاء والخشبية٬ ودروعهم المعدنية٬ ومتحف الساعات البديع الذي يظهر مدى الذكاء الذي تمتع به صناع الساعات في القرنين الأخيرين من عهد الدولة العثمانية.. كذلك توقفت عند متحف الهدايا والمجوهرات٬ وشاهدت عروش السلاطين٬ وأدهشتني دقة الصناعة والتزيين٬ كما استفزتني مقادير الذهب والفضة والماس المستخدمة فيها٬ والتي أشار إليها الدليل الصوتي الذي استعنت به طوال الجولة..
انتهت جولتي قرب إغلاق القصر في الخامسة قرب المغرب.. كانت الأمطار تهطل٬ لكنها لم تمنع مئات الزوار من الاستمتاع بمعايشة أزهى عهود التاريخ الإسلامي٬ وحين ركبت المترو عائداً إلى شارع الاستقلال٬ تعرفت على شاب تركي اسمه "سنان" نصحنى بزيارة الجامع الأزرق وكاتدرائية ومسجد آيا صوفيا٬ للتعرف على سماحة الإسلام في ذلك العهد٬ وهو ما سأفعله في جولتي المقبلة إن شاء الله...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق