عندما بلغت قاع الحلم السينمائي الإسباني.. وجدت نفسي في طريفة! أسترخي في بار إسباني يلتحف بضوء الشمس.. تدغدغني نسمات هواء رقيقة، يتراقص قلبي على نغمات جيتار إسباني.. وأنتظر وجبة سمك مشوي صيد للتو من المضيق.. يا لها من لحظة!
أهي بنيلوب كروز، تلك التي تتبع نهديها هناك في رشاقة توقظ الشهوة؟! تعكف على نصب قوائم تحمل صوراً فوتوغرافية في ساحة المهرجان، فتعيدني إلى "فولفير" حيث تنهمك رايموندا بصمت في أداء واجباتها المنزلية الشاقة.. آهات المغنية مع الجيتار تشجع خيالي على تصديق الفكرة، ثم يوقظني التصفيق، ويتلوه الصمت....
يهتز سعف النخل الثابت في ثقة.. مع استغاثة جديدة من المطربة المجهولة.. هتافها يجمع بين الثورة والحزن في غياب الموسيقى.. يعود الجيتار وحيداً.. بينما يكتمل عمل فاتنة فولفير وتنصرف...
تسبح في فضاء خيالاتي مع العاصفة الطرية ومضات من أفلامي الأخاذة: "الزائر" لتوماس ماكارثي، "الحب في زمن الكوليرا" لمايك نيويل، "الحالمون" لبرناردو برتولوتشي، "زمن الغجر" لإمير كوستاريكا، "جنة السينما" لجوزيبي تورناتوري، "الكوراس" لكريسوف باراتييه، "تعليم سيء" لبدرو ألمادوفار..... ألمادوفار...
أراه في كل زاوية.. فهل ترك عمله في مدريد وأتاني هنا؟ هل يرفرف حولي احتفالاً باستقبالي بعد أن تعانقت أفكارنا زمناً عن بعد؟ أم أنها روحه تحتويني أينما ذهبت؟ وفي طريفة الإسبانية ينبغي لروح ألمادوفار أن تكون في الواجهة...
يشقيني العبث.. فهو أصيل في وجداني وعقلي.. أشعر به وأفكر.. آه.. بيانو! إنها قطعة جديدة.. إلى أين ستأخذني هذه المرة؟ آآآآه.. مع نبرة ذكورية حادة؟ إلى نفسي غذن! لا أفهم الكلمات، لكن خشونة الصوت وبحة النداء فيه يدفعاني دفعاً إلى الوراء..
يقرع رواد البار كؤوسهم من حولي، ويدللون كلابهم وأطفالهم.. ثم يرمونني بنظرات دهشة.. أنا الوحيد الذي يمسك بالقلم.. أجهزت على وجبتي نصف الشهية، وأسكب خزعبلاتي على حافظة المهرجان البيضاء.. لا أبالي! فأنا ثمل بافكاري.. أحاصرها بالأسطر كي لا تهرب!
فتاتان سحاقيتان تعبران من أمامي.. كيف عرفت؟ تعبث إحداهما في شعر الأخرى، بينما الأخرى تعانق خصر عشيقتها.. تتصالح هذه المدينة مع الجميع.. فالسعادة حق.. وليس لتعريفها نص وحيد!
يتقمص الجيتار شخصية عود، ويستدعي أحاسيسي الشرقية.. لكنه يبادر بتذكيري بالمكان عندما يمزج بين شخصيته الإسبانية وروحه الأندلسية، يكرر إيقاعه كما لو كان يبكي.. وتكيل لي الريح صفعة رقيقة تشد انتباهي نحو مشرد في أوسط عمره، يدخن سيجارة ويعبث في لحيته بلا اكتراث.. بينما يحل محل فاتنة فولفير شابان يرتديان فانلتين باللون الاسود، يعتليان سلماً حديدياً، ويثبتان مزيداً من اللوحات الفوتوغرافية.. وتهزم المقطوعة مشهدي اللاهث بدفة عصبية على الجيتار.. ويسود الصمت من جديد!!
يتقمص الجيتار شخصية عود، ويستدعي أحاسيسي الشرقية.. لكنه يبادر بتذكيري بالمكان عندما يمزج بين شخصيته الإسبانية وروحه الأندلسية، يكرر إيقاعه كما لو كان يبكي.. وتكيل لي الريح صفعة رقيقة تشد انتباهي نحو مشرد في أوسط عمره، يدخن سيجارة ويعبث في لحيته بلا اكتراث.. بينما يحل محل فاتنة فولفير شابان يرتديان فانلتين باللون الاسود، يعتليان سلماً حديدياً، ويثبتان مزيداً من اللوحات الفوتوغرافية.. وتهزم المقطوعة مشهدي اللاهث بدفة عصبية على الجيتار.. ويسود الصمت من جديد!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق